صالون المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي يناقش المنظومة الصحية في مصر: الواقع والمأمول

تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل، الأنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، نظم المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، ثاني ندوات صالونه الثقافي، تحت عنوان “المنظومة الصحية في مصر: الواقع والمأمول”، بمشاركة الدكتور عادل العدوي، وزير الصحة الأسبق، رئيس الجمعية الطبية المصرية، والدكتور صلاح الغزالي حرب، وكيل كلية الطب السابق بجامعة القاهرة.
يأتي الصالون الذي أداره الكاتب الصحفي هاني لبيب، رئيس تحرير “مبتدا” للتأكيد على حرص المركز على تعزيز الحوار الفكري والثقافي بين أفراد المجتمع المصري، ومدى أهمية هذا الحوار وتبادل الرؤى بشأن مواضيع متنوعة تهم الشعب المصري وتتعلق بحاضره ومستقبله، وذلك لمواجهة وحل الكثير من التحديات والمشكلات التي تقف عائقًا أمام التقدم والازدهار.
استهل الندوة نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، مُرحبًا بالضيوف الحاضرين، وأشار نيافته خلال كلمته إلى بعض التحديات والمشاكل التي تواجه المنظومة الصحية بمصر، ومنها مشاكل البنية التحتية، وقال:” تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نقص في التجهيزات والمعدات الطبية وأيضًا بعض المنشآت الصحية تحتاج إلى صيانة وتحسين”.
وأشار إلى أن النظام الصحي بمصر يعتمد على ميزانية الدولة، و نقص الموارد المالية مع ازدياد تكاليف الخدمات الصحية المرتفعة، يثقل كاهل المواطنين، متطرقا إلى موضوع الكفاءة البشرية، وقال : “بالرغم من تخرج عدد كبير جدا من الأطباء إلا أن هناك نقص في عدد الأطباء والممارسين الصحيين مقارنة بعدد السكان”.
واستطرد الحديث عن الأمراض المزمنة والتزايد منها مثل السكري وارتفاع الضغط وغيرها، وقال : “هذه الأمراض تطلب برامج صحية متكاملة، وتحتاج إلى مزيد من برامج التوعية.
كما أشار إلى الوضع الراهن والتحديات الرئيسية التي تواجه القطاع الصحي، وقال :”المساواة هي إحدى هذه التحديات، والمساواة في القطاع الصحي يمكنها أن تكسر حاجز أو حلقة الفقر الناتج عند البعض”، لافتا إلى ضعف الإدارة في تقديم الخدمات الصحية أحدّ أيضا التحديات.
وأكد نيافته إلى إن مشكلات القطاع الصحي تلقي عبء كبير على المجتمع وعلى الاقتصاد، وتحتاج المنظومة الصحية في مصر إلى جهود متكاملة من الحكومة والمجتمع والقطاع المدني والخاص لتحسين الخدمات الصحية، لأن الخطوات المبذولة اليوم تحسن مستقبل الصحة والبلاد في المستقبل.

د. عادل العدوي .. وزير الصحة الأسبق: مصر نجحت في تخطي بعض التحديات وعلى رأسها القضاء على فيروس سي وهناك إيجابيات لابد أن نبني عليها

وقال الدكتور عادل العدوي “وزير الصحة الأسبق” أن لقاء المفكرين يؤدي بنا إلى مرحلة كبيرة وافكار في تاريخ مصر مثل ما يحدث الآن بننا في صالون المركز الثقافي القبطي”
وأشار، أن من الصعب أن تجد حالة الرضا الكامل أو التام في الخدمات الصحية وهو ما يتم في كل البلاد، وان الصحة من أصعب الاشياء أن تصل إلى مرحلة الرضا، موضحا أن هناك تحديات تواجه القطاع الصحي وليس بمصر فقط ولكن في كل العالم.
وتابع : ” مصر نجحت في تخطي بعض التحديات وعلى رأسها القضاء على فيروس سي، والتصنيع المحلي لعلاجه، ففي مصر الكثير من الإيجابيات ولكن لابد أن نبني عليها، ولكن أيضا نواجه بعض السلبيات محتاجين مجتهد لنتلاشاها”
وأوضح “العدوي” أن قوائم الانتظار في المملكة المتحدة تستغرق ستة أو ثمانية أشهر ليجري المريض فحص مثل الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، ولكن في مصر لا تستغرق هذا الوقت كله.

د. صلاح الغزالي حرب .. وكيل كلية الطب السابق بجامعة القاهرة. المريض الذي يبتلى بالمرض يكون قد دخل في نفقا مظلما لا يعلم متى يخرج منه والمنظومة الصحية في مصر تحتاج إلى تطوير واسع جدا

وقال الدكتور صلاح الغزالي حرب، أستاذ متفرغ بكلية طب القصر العيني، وكيل كلية الطب جامعة القاهرة سابقا، وكاتب بجريدة المصري اليوم، إن المريض الذي يبتلى بالمرض يكون قد دخل في نفقا مظلما لا يعلم متى يخرج منه، وان المنظومة الصحية في مصر تحتاج إلى تطوير واسع جدا.
وأكد أن المريض يحتاج إلى مستشفيات مجهزة بأشعات وتحاليل وأجهزة حديثة تساعد على تشخيص المرض بدقة، وايضا الكوادر البشرية كما يحتاج إلى طبيب متخصص بشخص الرض بدقة ويكون التشخيص صحيحاً.
وأشار “الغزالي” إلى إن الكارثة التي تواجه المنظومة الصحية في مصر تكون في المستشفيات التعليمي مثل القصر العيني، وقال : “الطبيب يدفع المبالغ تصل إلى ٢٥٠ الف جنيه من أجل تلقي التعليم الطبي الصحيح ، والكارثة أيضا في المستشفيات الحكومية والتي يدفع فيها المريض إلى حوالي ثلاثة آلاف جنيه من أجل تلقي العلاج، بالرغم من أنها مستشفيات حكوميه ويصرف عليها المليارات، وتؤثر على ميزانية الدولة، ويجب النهوض بالمستشفيات وتجهيزها، والنهوض بالطبيب لانه هو الذي يقوم بالتشخيص والعلاج”.
وأكد الدكتور وحيد حليم دوس، أستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة، خلال كلمته بالصالون، على ضرورة بناء مستشفى في أي جامعة تضم كلية الطب وذلك لتدريب الطلاب بها من أجل رفع كفاءة الأطباء حديثي التخرج لوجود مساعدي اطباء على أعلى مستوى من الكفاءة.
فيما نوه الحاضرون إلى العديد من التحديات التي تواجه القطاع الخاص في مصر، منها: بيع المستشفيات الحكومية و أشار أحد الحاضرين إلى خصخصة جزء من نسبة أرض المستشفى إلى القطاع الخاص، كحل يساهم فيه القطاع الخاص في تطوير الجزء الحكومي لدى المستشفى.
وأشار أحد الحاضرين بضرورة رفع الوعي لدى المواطنين في الريف والقرى ومدن الصعيد، وأشاد بالمبادرات الرئاسية ومدى تأثيرها على رفع وعي المواطنين في مدن الصعيد والريف المصري، كما نوه أخر إلى ضرورة حفظ ومراقبة بيانات المرضى.كما أشار بعض الحاضرين إلى ملف العلاج على نفقة الدولة.
وأشاد الجميع بتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل وانتشارها في عدد من المحافظات، كما أشار البعض أنه لابد من رفع دخل الأطباء ومراعاة وتقدير عملهم منعا للسفر إلى الخارج .
وفي الختام قدم نيافة الحبر الجليل الانبا إرميا الشكر إلى الحاضرين، وأشاد بدور الأطباء والقطاع الطبي فى مصر، وخاصة بحادثة الكنيسة البطرسية عام ٢٠١٦ ، ومدى الجاهزية والتعاون بين المنظومة الإسعافية والطاقم الطبي بمستشفى الدمرداش التخصصي، ولولا تدخل هؤلاء الأطباء، لأرتفع عدد الشهداء إلى أكثر من ١٢٠ شهيد بهذه الحادثة، وهذا هو حق الطبيب المصري وحق الجامعات المصرية التي تخرج اكفء واشكر الأطباء على مستوى العالم. حضر الصالون نخبة من المفكرين والمثقفين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والأطباء المتخصصين ، منهم الدكتور وحيد حليم أستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة، و مارجريت عازر، المحامية بالنقض، ومستشارة قانونية لمدارس ومعاهد طيبة ونائبة برلمانية سابقة (٢٠١٥-٢٠٢٠)، والمستشار حسام العدلي رئيس محكمة جنايات شبرا، والدكتور مجدي مرشد عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، والدكتورة نيفين الانطوني، عضو لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، والدكتورة هالة كمال عضو مجلس الشيوخ، و الكاتب الصحفي ميلاد حنا، مساعد رئيس تحرير جريدة المصري اليوم والمشرف على تنظيم الصالون.