المجتمع المدني: جسر النجاة من أمراض المجتمع في ظل الجمهورية الجديدة

بقلم .. اللواء/ حسام سلامة
في ظل ما يشهده العالم من تغيرات اقتصادية واجتماعية متسارعة، تبقى المجتمعات عرضة لعدد من التحديات والآفات التي تُعرقل مسيرتها نحو التنمية، مثل الفقر، والجهل، والبطالة، والتهميش، والانغلاق الفكري. وفي مواجهة هذه الأمراض الاجتماعية، يظهر المجتمع المدني باعتباره شريكًا أساسيًا في النهوض بالأوطان، وجسرًا حقيقيًا نحو مستقبل أكثر عدلًا وإنصافًا.
وفي مصر، باتت العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني نموذجًا متطورًا للتكامل، خصوصًا في ظل انطلاق مشروعات قومية كبرى تستهدف بناء الإنسان قبل البنيان، وفي مقدمتها مبادرة “حياة كريمة”.
المجتمع المدني يشمل كافة الكيانات غير الحكومية التي تنشط لخدمة المواطنين، مثل الجمعيات الخيرية، والمؤسسات التنموية، والمبادرات الشبابية، والنقابات، وروابط ذوي الهمم. ويقوم هذا القطاع بدور بالغ الأهمية في دعم الفئات المهمشة، ونشر الوعي، وتوفير خدمات لا تستطيع الدولة وحدها القيام بها بنفس الفاعلية على المستوى المحلي.
أدركت القيادة السياسية في مصر أن التنمية الحقيقية لا تُبنى فقط على البنية التحتية، بل على العدالة الاجتماعية وتحسين جودة حياة المواطن. ولهذا جاءت مبادرة “حياة كريمة” التي تُعد من أضخم المبادرات التنموية في تاريخ مصر الحديث، حيث تستهدف:
• تطوير الريف المصري بشكل شامل.
• تحسين مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية.
• دعم الفئات الأكثر احتياجًا، خاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
• توفير فرص عمل للشباب وتمكين المرأة.
وقد كان للمجتمع المدني دورٌ أساسي في تنفيذ هذه المبادرة، من خلال جمعيات أهلية شاركت في تقديم الرعاية الطبية، وترميم المنازل، وتنظيم القوافل التوعوية.
من أبرز ما يميز الجمهورية الجديدة في مصر هو الاهتمام المتزايد بذوي الهمم، حيث لم تعد هذه الفئة تُعامل بمنطق الشفقة، بل بمنطق التمكين والدمج الفعلي في المجتمع. فقد تم إنشاء مراكز متخصصة لخدمتهم، وتوفير فرص عمل وتعليم مخصصة، إلى جانب دور المجتمع المدني في رعايتهم نفسيًا واجتماعيًا وتأهيليًا.
لقد أصبح ذوو الهمم جزءًا أساسيًا من مشروع الدولة لبناء مجتمع عادل لا يُقصي أحدًا، ويمكّن الجميع من العيش بكرامة.
من خلال المشاركة الفعالة في المبادرات القومية، والرقابة الشعبية، وتقديم الخدمات، وبناء وعي جماعي، ينجح المجتمع المدني في:
• معالجة الفقر والجهل بالتنمية المستدامة.
• مواجهة العنف والتهميش بالتكافل والدعم النفسي.
• دعم المرأة والشباب وذوي الهمم بالتمكين الحقيقي.
• نشر ثقافة الحوار والتسامح والمواطنة.
لم تعد مواجهة أمراض المجتمع مسؤولية الحكومة وحدها، بل هي مسؤولية تشاركية، يتصدرها المجتمع المدني بروح وطنية عالية.
وفي مصر، تتجسد هذه الشراكة بشكل فعّال من خلال المبادرات القومية الكبرى مثل “حياة كريمة”، والاهتمام النوعي بذوي الهمم.
إننا أمام نموذج جديد لمجتمع ينهض بأبنائه، ويعبر من الألم إلى الأمل، ومن التهميش إلى الكرامة، على جسر متين اسمه: المجتمع المدني