٣٠ يونيو … لحظة الإفاقة من الغيبوبة

بقلم .. المهندس / عماد عوني
كان حالمًا… شابًا يحلم بالنقاء، يحلم بوطن يسوده العدل والحرية والكرامة.
لكنه اصطدم بسيارة الواقع بكل عنف، فسقط مغشيًا عليه، غارقًا في غيبوبة استمرت عامًا كاملًا.
في تلك الغيبوبة، أدرك – ولو متأخرًا – أن أحلامه لم تكن كلها حقيقية، بل أوهامًا زُرعت في عقله من قِبل من أرادوا به شرًا… من تآمروا عليه حتى سقط، فاقدًا وعيه، وسُرقت منه سنة كاملة من عمر الوطن.
لكنه لم يستسلم.
أفاق، نهض، قرر أن يقوم من جديد، أن يمشي رغم جراحه، أن يستعيد وعيه المسلوب، وعمره المسروق.
وكانت هناك يد مخلصة امتدت إليه.
طبيب شجاع قرر أن يخاطر بمستقبله المهني من أجل إنقاذ مريضه، وضع كل شيء على المحك، فقط لأنه آمن أن المريض يستحق الحياة.
أتدرون من كان هذا المريض؟
إنه الشعب المصري…
وذلك الطبيب الذي لم يتردد لحظة في أن يخوض المعركة لأجله، هو المشير عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
كانت ٣٠ يونيو ٢٠١٣ لحظة الإفاقة الكبرى… لحظة قال فيها الشعب كلمته: “لا”.
لا للفوضى، لا للاختطاف، لا لمن أرادوا هدم الدولة من الداخل.
لم تكن ثورة شعب فقط، بل كانت ثورة وطن بكل أركانه؛ شعبه، وجيشه، وشرطته، وقضاؤه، وكل مؤسساته التي اختارت أن تبقى مخلصة للهوية، للوطن، للأرض.
وحين ننظر اليوم إلى ما يحدث في محيطنا…
نرى دولًا تنهار، وشعوبًا تتشتت، وأوطانًا تُقسم وتُسلب وتُدمر…
ندرك أن ما حدث في ٣٠ يونيو لم يكن حدثًا عابرًا، بل كان ملحمة إنقاذ حقيقية لوطن اختار أن يعيش عزيزًا، وأن يصمد في وجه العاصفة، وأن يكتب فصولًا جديدة في كتاب البقاء.
منذ ذلك اليوم، قدم المصريون من الجيش والشرطة والشعب شهداء سطروا بدمائهم حكايات من البطولة، لا تقل عما كتبته مصر في حروبها الكبرى.
شكرًا لكل من شارك في ٣٠ يونيو.
شكرًا لفخامة الرئيس الذي آمن بالوطن وتحمل المخاطر من أجله.
شكرًا لكل مصري يقف حارسًا لوطنه، رافضًا الانكسار.
تحيا مصر…
تحيا مصر بأبنائها المخلصين…
تحيا مصر التي لا تنحني أبدًا.
٣٠ يونيو… تاريخ محفور في الذاكرة،
ومنقوش في القلب… إلى الأبد.