مدينة الشارقة الخدمات الإنسانية تحتفي باليوم العالمي للعصا البيضاء

احتفالا باليوم العالمي للعصا البيضاء، نظم قسم الإعاقة البصرية التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، فعالية ثقافية توعوية في منطقة الجادة (يور سبيس) بالتعاون مع جمعية مقتني الساعات، وشركة ساعات سيتزن الخليج، بهدف تسليط الضوء على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وأفضلِ الممارساتِ العالمية التي تكفلُ تعليمَهم ودمجَهم وتمكينَهم.
وبهذه المناسبة أشار محمد فوزي، مدير مركز التدخل المبكر التابع للمدينة، إلى أن اليوم العالمي للعصا البيضاء بكل ما فيه من دلالاتٍ ورسائل توعويّةٍ لا تستهدف الأشخاص ذوي الإعاقة البصريّة وأولياء أمورهم فقط، بل تشمل أبناء المجتمع كافّة.
وقال: أولت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ البدايات أهمية كبيرة للتوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وأكَّدت بشكلٍ مُستمرٍّ على أهمية التقنيات المساندة والوسائل والأدوات التي تسهم في تحسين جودة حياتهم وتتيح لهم دمجاً ومشاركة فعَّالةً في الحياة مؤكداً أنه لا يخفى على أحدٍ ما تُمثّلهُ “العصا البيضاء” بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة البصريّة كامتداد لحواسهم، تساعدهم في التّغلب على الإعاقة، وتمكّنهم من التنقّل وممارسة أنشطتهم الحياتيّة والاجتماعيّة.
وأضاف: لأنَّ الجديّة والإخلاص والالتزام ركائز أساسيّة في عمل المدينة، وكي تكون الخدمات التي تقدِّمها للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية مُواكِبةً لأحدث وأفضل الممارسات العالميّة، تم تأسيس قسم الإعاقة البصرية منذُ العام 1993 ضمن مركزِ التدخل المبكر كقسم يعمل على تقديم خدمات مُتخصّصة للأشخاص ذوي الإعاقة البصريّة في سبيل تمكينهم وتعزيز احتوائهم ومناصرتهم داخل المؤسّسات التعليميّة بشكل خاص، والمجتمع بشكلٍ عام.
وأوضح مدير مركز التدخل المبكر، أن احتفاء المدينة السنوي باليوم العالمي للعصا البيضاء ليس مُجرد فعالية وحسب، لكنه دعوةٌ للتأكيد المُستمرِ على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في التعليم والتدريب والتشغيل وتعديل البيئة المحيطة بهم وفقاً لمُتطلباتهم واحتياجاتهم، وحثَّ الأفراد والمؤسسات على تتضافر الجهود لتقديم الدعم والمساندة وضمان حقوقهم من منطلق تكافؤ الفرص والعدل والمساواة.
وأكد فوزي أن اليوم العالمي للعصا البيضاء مناسبةٌ هامّة للتوعية بأفضل الممارسات في كيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، والأدبيات التي على الجميع أن يلتزموا بها أثناء مخاطبتهم أو العمل معهم دعماً لاستقلاليتهم ومناصرتهم في جميع المجالات.
من جانبه أكد سعود الطنيجي، مدير جمعية مقتني الساعات، على أهمية الفعالية التي ينظمها قسم الإعاقة البصرية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ودعم الجمعية لهذه المبادرة تقديراً للعمل الإنساني الذي يمثله عمل المدينة في مختلف المجالات وقال: يشرفنا أن نكون جزءاً من هذا العمل النبيل حيث صنعنا بالتعاون مع شركة سيتيزن اليابانية ساعة خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية ولنا الفخر أن نكون من المساهمين في هذه المبادرة الإنسانية.
وأعرب الطنيجي عن أمله في استمرار التعاون والتنسيق مع المدينة انطلاقاً من مبدأ أن الشعور بالآخرين واجب إنساني وأخلاقي وأن العمل الإنساني هو الأجلُّ والأسمى.
في ذات السياق قال ساكوما ياسوهيرو – المدير العام لشركة ساعات سيتزن الخليج، نشعر بالفخر لأننا جزء من هذه المناسبة العظيمة ونشكر مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي نثمّن عالياً رؤيتها وجهودها الدؤوبة في تعزيز البيئة وخلق الفرص حيث يمكن لكل فرد بغض النظر عن قدراته أن يزدهر.
وأضاف: اليوم هو اليوم العالمي للعصا البيضاء – وهو يوم لا يرمز فقط إلى استقلالية الأفراد ذوي الإعاقات البصرية وقدرتهم على الحركة ولكن أيضًا إلى قوة البشر للتغلب على التحديات، وما الذي سيكون أفضل من الاحتفال بهذا اليوم مع هؤلاء الأشخاص الرائعين الذين لم يسمحوا لتحدياتهم الجسدية بتحديد حدودهم. إن قوتهم وقدرتهم على الصمود وتصميمهم بمثابة مثال ساطع لنا جميعًا، مما يُظهر أنه يمكن بالفعل تحويل العقبات إلى فرص.
وأردف: من إحدى مبادراتنا الأكثر تميزًا مشروع ساعة برايل. صنعت سيتزن أول ساعة مصنوعة في اليابان للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر في عام 1960، وهي Citizen Shine، ومنذ ذلك الحين أهدينا آلاف الساعات حول العالم، وكانت أبرزها في أمريكا الجنوبية والهند حيث أهدينا 8000 ساعة، وإنه لشرف كبير لنا حقًا أن نقدم أحدث إصدار من هذه الساعة إلى المكرمين الكرام اليوم، حيث قمنا بتطوير هذه الساعة بالتعاون مع مدرسة للمكفوفين في تايلاند مع الأخذ بعين الاعتبار آراء المعلمين والطلاب حول كيفية تصميم ساعة برايل، والميزة الأكثر بروزًا في هذا الطراز هي التصميم الشامل، فهي ليست ساعة مصممة خصيصًا لفئة سكانية معينة، بل يمكن ارتداؤها من قبل الجميع. ونأمل أن يكون هذا بمثابة حافز للشروع في رحلات جديدة وخوض تحديات جديدة، حيث سيكون ذلك بمثابة تذكير بأن الرؤية الحقيقية تأتي من الداخل. لا يتعلق الأمر بالرؤية بعينيك، بل بالرؤية بقلبك وعقلك والإيمان بقدراتك الخاصة، موجها الشكر إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على هذه الفرصة، ومؤكدا إن عملكم مفيد حقًا في بناء مجتمع أكثر شمولاً حيث تتاح لكل فرد الفرصة لعيش حياة كريمة وهادفة
على جانب أخر شهدت فعالية اليوم العالمي للعصا البيضاء جلسة حوارية بعنوان “عصاتي” وتم فيها مناقشة أهمية العصا البيضاء بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وما تمثله كامتدادٍ لحواسهم، وكيف تساعدهم في التّغلبِ على الإعاقة، وتمكّنهم من التنقّلِ وممارسةِ أنشطتهم الحياتيّةِ والاجتماعيّة.
كما شهدت الفعالية تجربة ” غداء في ظلام” كمحاكاة لواقع الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وكيفية التعامل مع المواقف المشابهة، وتعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وحقوقهم واحتياجاتهم، بالإضافة إلى تشجيع أبناء المجتمع ومؤسساته على تقديم الدعم اللازم ليكونوا أكثر استقلاليةً واعتماداً على النفس.
بعد ذلك اطلع الحضور خلال جولة في القاعة على المشاركات المصاحبة للفعالية ومنها مشاركة مؤسسة “كلمات” التي عرضت مجموعة من الكتب الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، ومشاركة مركز التقنيات المساندة التابع للمدينة، وشركة ساعات سيتزن الخليج.