الملكة كليوباترا تقدم شكوى للاستيلاء على أرضها

بقلم الدكتور / على نور الدين إسماعيل
الملكة كليوباترا من أشهر الملكات المصريات اللاتي جلسن على عرش مصر ولمدة عقدين من الزمان في الفترة من (٥١) قبل الميلاد إلى (۳۰) قبل الميلاد مشاركة مع يوليوس قيصر وانفردت بالحكم بعد موته واتخذت من الإسكندرية عاصمة لحكمها التي كانت منارة العلم في عصرها.
ولقد حققت في فترة حكمها الرخاء والتنمية والسلام ومن أبرز المواقع التاريخية التي تم تشييدها في عصر حكمها “حمام كليوباترا” الشهير على شاطي البحر الأبيض المتوسط في منطقة مرسى مطروح حيث الصخور المطلة على الشاطئ بالمناظر الخلابة، ولقد تم التشييد لهذا الحمام في صخرة قريبة من الشاطئ حيث تدخل الشمس داخل تجويف وتسخن المياه حيث يشعر من بداخل الصخرة بأنه في حمام بخار طبيعي أو ما يعرف حالياً بالجاكوزي” وعلى الرغم من مرور أكثر من عقدين من تشييد حمام كليوباترا إلا أنه حافظ على تواجده بكونه مقصد سياحي لقاطني أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة .
ونتيجة لذلك تم احتلال المناطق المحيطة غرب الحمام بالعاملين في مجال الآثار خاصة من أبناء المحافظات الأخرى والإقامة حول موقع الحمام لفترة محدودة زمنياً وتسليمها بعد ذلك إلى أبناء المحافظة كميراث شرعي وتقدر مساحة هذه المناطق بنحو (٤٤) فدان أي نحو (۱۸۰) ألف متر مربع دون طرح البحر وبطول يتجاوز (۸۵۰) متر على الشاطئ وهي تبعد نحو (٥) كيلو متر عن عاصمة محافظة مطروح. ولقد تقدم أبناء المحافظة والملاك الورثة لهذه الأرض بدور مهم للحفاظ على هذا الموقع وتسهيل وصول للجميع إلى حمام كليوباترا، وتم فعلاً حصولهم على عقد مشهر بملكية الأرض عام ١٩٩٤م
وفي تطور حديث عُقد اتفاق مع الورثة وشركة استثمارية عربية لاستغلال أرض كليوباترا وإقامة مشروع يتضمن مجمع طبي لمستشفى طبي دولي وفندق سياحي مميز ومول تجاري للخدمات .. وللأسف لم يتم تنفيذ المشروع مما دعى الملكة كليوباترا إلى تقديم شكوى للعديد من الجهات الوطنية للاستيلاء على أرضها دون الحصول على إذن منها، وهذه الجهات تضم :-
-وزارة السياحة والآثار: – والتي تدعي أن الأرض موضوع الخلاف هي أرض آثار بالرغم من أن الآثار المتواجدة بها مجرد شواهد أثرية” مجهولة.
-محافظة مرسى مطروح : – بكون الأرض التي يقع عليها حمام كليوباترا وما حولها أرض ملك للمحافظة وتحت إدارتها
-ملاك الأرض من أبناء مرسى مطروح :- والذين يروا أن الأرض تقع تحت ملكيتهم حسب قانون “وضع اليد” ومرور أكثر من (31) عامًا على عقدهم المشهر.
الأسئلة المطروحة :-
هل من حق الملكة كليوباترا أن ترفع شكوى للاستيلاء على الأرض؟ وهل لديها وثائق تثبت ذلك بعد مرور إحدى وعشرون قرنًا مضت؟ أم أن هناك ضرورة لتوكيل محامي قدير لذلك !؟