مبادرة لجمعية “قطر الخيرية” تعيد النور لعيون المرضى الصوماليين

الجسر – خاص
أعادت مبادرة إنسانية لجمعية قطر الخيرية النور إلى عيون مائة مريض صومالي بدعم من أصحاب القلوب الرحيمة في قطر، وفتحت أبواب الأمل أمام مئات آخرين، حيث قادت الجمعية حملة صحية تم تنفيذها في مستشفى بنادر الحكومي بمقديشو بالتعاون مع وزارة الصحة الصومالية، استهدفت الفئات الأكثر هشاشة من كبار السن، وذوي الدخل المحدود التي منعتهم المياه البيضاء من نعمة الإبصار، وكذلك الطلاب الذين كادوا يفقدون مستقبلهم بسبب ضعف البصر. وفضلا عن العمليات الجراحية التي أجريت تم فحص 300 حالة مرضية، وتم توزيع 50 نظارة طبية مجانا ضمن المرحلة الأولى للحملة.
وقال البيان الصادر عن الجمعية أن الأرقام وحدها لا تحكي تفاصيل ما حققته الحملة. فكل عملية كانت بداية جديدة، ونافذة إلى عالم لم يُرَ منذ زمن. حيث قالت فاطمة محمد معلم (63 عاما)، أنها لم تكن تتخيل أن ترى أحفادها بوضوح مرة أخرى. قالت والدموع تملأ عينيها: “بعد العملية رأيت أحفادي بوضوح لأول مرة منذ سنوات، لم أكن أصدق أن هذا ممكن، جزى الله خيرا من تبرع لهذه الحملة المباركة”. وقال عمر محمد حسن (97 عاما)، أنه عاش سنوات في ظلام تام. لكنه اليوم، يبتسم ويقول: “أبصرت النور من جديد. لم أكن أظن أنني سأعيش لهذه اللحظة، شكرا من القلب لمن جعل ذلك ممكنا”. أما محمد عبدي (19 عاما)، الطالب الذي اضطر لترك المدرسة بسبب ضعف البصر، عاد إلى مقاعد الدراسة بعد العملية، قائلا” ” كنت أشعر بالإحباط والعجز لأنني لم أكن أتمكن من رؤية السبورة، أشعر أنني وُلدت من جديد. سأكمل حلمي”
وأشار بيان الجمعية أنه يقف وراء هذه القصص الناجحة للعمليات والفحوص الطبية، فريق طبي متخصص بقيادة الدكتور سعيد حسين جيدي، الذي واجه حالات معقدة، لكنه قال بثقة: إن العمليات التي تم إجراؤها ساهمت في تحسين حياة المرضى بشكل جذري. وأضاف: بأن هذه الحملة مثلت بارقة أمل للمرضى الذين عانوا من ضعف البصر لسنوات طويلة، وينتظر أن تسهم في تقليص معدلات العمى وضعف الإبصار ومعالجة أسبابهما في وقت مبكر”.
وكشفت قطر الخيرية أن عطاء هذه الحملة سيتواصل خلال المرحلة القادمة من هذا العام، حيث أكد السيد عبد الفتاح آدم معلم، مدير مكتب قطر الخيرية في الصومال في تصريح له بمناسبة انتهاء المرحلة الأولى للحملة، أنه يجري العمل حاليا على الإعداد للمرحلة الثانية من الحملة التي ستشمل ولايات صومالية أخرى، ضمن خطة موسعة تهدف إلى إيصال الخدمة الطبية للمناطق الأكثر احتياجًا، بالتنسيق مع الشركاء المحليين والجهات الرسمية، وذلك للإسهام في إعادة الإبصار لعشرات المرضى الذين كانوا معرضين لفقدانه الكامل.