مقالات

هل عرفت عدوك الحقيقي؟

بقلم: لواء أ.د. أشرف صابر

“يارب نفهم…”
كلمات بسيطة، لكنها تختزل حكاية ونداء.

الكثير من المصريين – للأسف – لا يدركون الوجه الحقيقي للعدو الذي يحاربهم منذ قرون. ذلك العدو لم يأتِ من فراغ، بل وُلد من تحالف تاريخي خبيث، جمع بين قوتين:

فرسان الهيكل الفارّين من نيران الملك الفرنسي فيليب الرابع.

واليهود المطرودين من إسبانيا والبرتغال في ظل محاكم التفتيش.

اتحدت القوتان في كيان سري مريب، يعرف التاريخ جيدًا، يمتلك أدوات العلم، ويبرع في التآمر. جماعة متعددة الديانات والواجهات، لكنها موحدة في هدفها: السيطرة على العالم.

عقيدة شيطانية بثنائية مقلوبة
من رحم هذا التحالف وُلدت عقيدة جديدة تقوم على ثنائية “لوسيفر – المسيّا المنتظر”، حيث يُقدّس لوسيفر – الملاك الساقط – ويُنتظر المسيّا ليحكم من “أرض الميعاد”. عقيدة تشربت أفكار آدم وايزهاوبت، وألبرت بايك، وأليستر كراولي، وغيرهم من رموز الفكر الغامض.

خططهم طويلة المدى، ووسائلهم متعددة:
تشويه التاريخ، نشر علوم باطنية محجوبة، السيطرة على الإعلام، الاقتصاد، الفكر، والرياضة.

هم أساتذة تفكيك الوعي، يصنعون الشيء ونقيضه، يدعمون الانحلال والتشدد في آن واحد، يزرعون الفتنة، ثم يعرضون أنفسهم كحل. يحاربون الوحي، ويُغرقون الناس في الفتن، ويستهدفون الإجابة الصحيحة في امتحان الحياة.

من ميونخ إلى واشنطن… حتى تل أبيب
انطلقت هذه الأيديولوجية من أوروبا، مرورًا بألمانيا وإنجلترا، حتى وجدت بيئتها المثالية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث امتزجت قوتها بسحر هوليوود وإعلام يُعيد تشكيل الوعي البشري. ثم تحركوا شرقًا نحو تل أبيب وطهران وأنقرة، حاملين معهم شعارهم:
“السيطرة على عواصم العالم العربي، إن لم يكن جميعها.”

ولماذا مصر تحديدًا؟!
السؤال يتكرر: لماذا مصر؟

لأن مصر ليست كأي أرض.
إنها أرض الحضارات والرسالات. أرض يوسف وإدريس وموسى وهاجر، زوجة إبراهيم، عليهم السلام جميعًا.
هي خزائن الأرض (كما ورد في القرآن)، وهي العقبة الكؤود أمام “خطة المسار التوراتي” التي رسمها هيرتزل، حيث لا يتحقق حلم “من النيل إلى الفرات” إلا إذا سقطت مصر. لكن… مصر لم ولن تسقط.

مصر… شوكة في حلقهم
لأن مصر:

تتمتع بمكانة خاصة وهبها الله لها.

تمثل دائمًا قوى الخير في معركة الخير والشر.

وتحبط مخططاتهم في كل مرة، فتصبح هدفهم الأول.

لقد حاولوا سرقة تراثها، وتزييف وعي شعبها، والهيمنة على أسرار الحضارة المصرية القديمة، خاصة ما يُقال عن الطاقات الكونية الكامنة في منطقة الأهرامات وأبو الهول، بوابة العوالم، ونقطة التماس مع الأبعاد الأخرى.

جند مصر… كما في كتب السماء
يعلمون تمامًا الأحاديث النبوية عن خير أجناد الأرض، ودور مصر وجيشها في ملاحم آخر الزمان، لذا يسعون لتشويهه وإضعافه. فهم يدركون أن معركة “الماستر سين”، الحاسمة في نهاية التاريخ، ستكون بمشاركة جند مصر في صف سيدنا عيسى عليه السلام، ضد جيوش الدجال.

وهنا نعيد طرح السؤال، ولكن هذه المرة بتأكيد:

هل عرفت الآن عدوك؟!
عدو لا يرتدي زيًّا، لكنه حاضر في الاقتصاد، والإعلام، والمحتوى، والسوشيال ميديا، والثقافة، والسياسة.

عدو يعرفك أكثر مما تعرف نفسك، ويخطط لك قبل أن تفكر.

عدو يتحدث بلغتك، أحيانًا من لسانك، لكنه لا يريد لك الخير أبدًا.

فهل نفيق؟
هل ننتبه؟
هل نُعيد قراءة المشهد؟

يارب نفهم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Sabung Ayam Online Live Draw Sgp Live Casino Online Mahjong Ways Judi Bola Online Sabung Ayam Online Sbobet88 Live Draw Hk Live Casino Online Mahjong Ways Judi Bola Online Sabung Ayam Online Sabung Ayam Online Live Casino Online Live Casino Online Judi Bola Online Mahjong Ways 2 Judi Bola Online Sv388