الاعتراف البريطاني: بارقة أمل وخطوة نحو السلام

بقلم: المهندسة/ نيفين صلاح
أمين المرأة بحزب حماة الوطن – أسيوط
تطل علينا بارقة أمل جديدة في أفق القضية الفلسطينية؛ فقد لاقى إعلان رئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك، عن نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الوقت المناسب، ترحيبًا واسعًا من مصر. يمثل هذا الإعلان خطوة إيجابية ومؤثرة تعكس تغيرًا ملموسًا في الموقف البريطاني، وقد تسهم في دفع عجلة السلام قدمًا في الشرق الأوسط.
لطالما كانت مصر سندًا ثابتًا للقضية الفلسطينية، ومدافعًا مخلصًا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وترى القاهرة أن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية يمثل ركيزة لا غنى عنها لتطبيق حل الدولتين، الذي يُعد المسار الواقعي الوحيد لضمان أمن واستقرار المنطقة على المدى الطويل.
إن الإعلان البريطاني يُحمل رسائل ذات دلالات عميقة. فهو أولًا يُجسد تنامي الإدراك الدولي لأهمية إيجاد حل عادل وشامل ينهي المأساة الممتدة. وثانيًا، يوجه رسالة واضحة إلى جميع الأطراف بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات على أسس تضمن الحقوق الثابتة للفلسطينيين. وثالثًا، من شأن هذا الموقف أن يشجع دولًا أخرى على مراجعة سياساتها واتخاذ خطوات مماثلة، مما يزيد الزخم والضغط الدولي لإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية.
ومع هذه الخطوة، تؤكد مصر أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يُمثل نهاية الطريق، بل هو نقطة انطلاق نحو مفاوضات جادة تفضي إلى تسوية عادلة وشاملة. كما تدعو القاهرة المجتمع الدولي إلى بذل مزيد من الجهود لدعم هذا التوجه، وتوفير الضمانات اللازمة لإنجاح أي اتفاق مستقبلي.
وفي هذا الإطار، تظل مصر وفيّة لدورها التاريخي والمركزي في دعم القضية الفلسطينية، وتواصل التنسيق مع الشركاء الدوليين والإقليميين لدفع جهود السلام قدمًا. الهدف الواضح والثابت هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني، ويحفظ الاستقرار الإقليمي.
إن ترحيب مصر بالموقف البريطاني لا يندرج فقط في إطار البروتوكولات الدبلوماسية، بل يعكس إيمانًا راسخًا بأن السلام العادل هو الطريق الوحيد لإنهاء هذا الصراع التاريخي، وأن الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني يشكل الأساس لبناء مستقبل أكثر أمنًا وعدلًا للجميع.